مقالات وبحوث
الرقمنة.. طريق كويت 2035
بقلم : طارق بورسلي
بدأت الحكومة الكويتية خطواتها الجادة بتطبيق استراتيجية الرقمنة وذلك عبر التعاقد مع «Google Cloud» لتحويل رقمي شامل في الهيئات الحكومية.
وهذا إن دل فإنه يدل على الانطلاقة للوصول بالزمن إلى كويت 2035 ما لم تدخل المعوقات على الخط لتقطع الطريق على التنمية وعصبها، والرقمنة في الجهات الحكومية، أي تطبيق المعايير الإدارية بحذافيرها، دون تعطيل لمعاملات المواطن والمقيم.
ولأهمية الرقمنة الحياتية في الكويت، ستتيح هذه الخطوة استثمار الخبرات العالمية وصولا لخبرات الاستفادة في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وذلك بالتعاون مع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت، والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات.. وفق التصريحات التي نشرتها الصحف والمواقع الكويتية.
ولابد من الإشارة إلى تأسيس مكتب محلي وإنشاء منطقة سحابية حديثة في الكويت لتلبية الطلب الواسع على خدماتها المتاحة.
ومن خلال تفعيل دور التقنيات الناشئة في رفع سقف الاستفادة من الرقمنة التي بدورها ستعمل على تحسين خدمات الرعاية الصحية والتعليم من خلال التحول الرقمي بشكل عام لقطاعات الدولة، ورقمنة القطاعين المصرفي والمالي عبر تحويل الخدمات الرقمية إلى خدمات مصرفية مفتوحة ومدفوعات مستقبلية، يفتح المجال أمام زيادة الاستثمارات ورفع الاقتصاد الوطني في البلاد.
إن نجاح الرقمنة أو التحول الرقمي في الكويت مرتبط تماما بشكل أساسي بالتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في وضع الخطط الانمائية والرقابية إلى جانب تعاون القطاعين العام والخاص للاستجابة إلى متطلبات المواطنين في تسيير المعاملات الرسمية حتى لا يتكدس المراجعون في أروقة الوزارات.
ومن جهة أخرى، تخدم الرقمنة المواطنين في جميع مجالات الحياة، ولقد نجحت الكويت من خلال التحويل الرقمي في الجانب الصحي من خلال الاستشارات، وحجز مواعيد العيادات، وجوانب أخرى ومنها أن الكويت بدأت بإدخال الذكاء الاصطناعي عبر الروبوتات الذكية، ونجحت في تجربة التعلم عن بعد في أزمة جائحة كورونا العالمية.
تعتبر الرقمنة والتحول الرقمي وجهان لعملة واحدة أي الرقمنة الحكومية والحكومة الالكترونية، وهكذا… فإن البلاد تتجه نحو رؤية كويت 2035 ومنذ أعوام فعلت الإدارة الإلكترونية كخطوات أولى على طريق تطبيق الاستراتيجية، وبما أن الدولة اتجهت بالفعل للتعاون مع شركة Google Cloud السحابية لغد أفضل إلى جانب وجود منصات وتطبيقات ومنها تطبيق «سهل»، فأنا متفائل جدا بهذه الخطوات.. إلا أن هذا يستلزم الاعتناء بجودة الأجهزة الإلكترونية في الوزارات والمؤسسات، وجلب الخبرات والتقنيات لتطوير السحابة التابعة للشركة لتحويل الكويت لمركز عالمي في العالم والمنطقة العربية.
وهكذا، فإن الرقمنة ستقوم بالتنظيم الفعلي لكل إدارات مرافق الدولة وهذه الرؤية هي اتفاق خليجي – عربي لعلها تتحقق.