مقالات وبحوث
استعينوا بـ «المنبوذين في الكويت»…!
بقلم : د. تركي العازمي
هكذا يبدو… تم تصنيف معظم العقلاء الحكماء النزهاء من تجار وأهل الخبرة والسيرة الحسنة بأنهم منبوذون في الكويت، وإن كنتم ترون خلاف ذلك فأرجو أن تخبرونا.
المعطيات والشواهد تقول ذلك، ونحن في مستهل عام 2022، ما زلنا نعيد ونكرر النهج نفسه ونختار من الأشخاص أنفسهم والمقربين من نواب وأصحاب نفوذ لإدارة مؤسساتنا.
استعرض «على راحتك» القضايا العالقة منذ ثلاثة عقود من الزمن… وستجدها ذاتها تتكرر وهي ذاتها حبات لعبة الدومينو، وإن تساقطت تعيد خلطها وتوزعها على اللاعبين انفسهم… ونحن نتابع.
قطع الدومينو… هي المجموعة التي يتم اختيار من يتولون إدارة شؤون مؤسساتنا واللاعبون ذواتهم وبالنهج ذاته، فلا غرابة من استمرار الحال على ما هي عليه.
أحياناً تستغل «قطعة» معينة يضحى بها لذر الرماد في العيون، وأحياناً يتم تغافل اللاعب الآخر أو باتفاق مبطن لزوم تسيير الأمور، بمعنى أو آخر فقط لاكتساب الوقت.
ما نشاهده ان الوقت يمضي سريعاً، والسيف قطع أوصال كل قضية يعاني منها الشارع الكويتي إلى درجة أصابت الأغلبية الصامتة بحيرة من أمرها: فإلى متى يستمر هذا النهج؟
إن كنا نعتمد على سعر برميل النفط في الموازنة والقضاء على العجز… فماذا استفدنا عندما ارتفع سعر برميل النفط لأكثر من مئة دولار؟
لن أعدد القضايا فهي معلومة مفهومة، ولن أعيد الحلول التي كتبنا عنها وكتب عنها الكثير، لأن من يتحدث بحرقة عن الأوضاع ويضع الحلول هم المجموعة التي عنونا المقال بها.
لذلك، واجب علينا التوقف عن الاستماع إلى اللاعبين ذاتهم وتغيير النهج، ونجرب لعبة الشطرنج التي تنتهي بمهارة «المنبوذين في الكويت»، أو أي لعبة يتم اختيار اللاعبين من أهل الشرف «المنبوذين في الكويت»… وسلام يا صاحبي!
الزبدة:
هذه الحكاية بحذافيرها وليس «بحوافيرها» كما نقلت لزميل بدت علامات الأسى على ملامح وجهه وهو يشتكي سوء الحال في مختلف القطاعات.
هات لي فرد واحد يحمل شهادة علمية مرموقة من جامعة محترمة، ويمتلك خبرة طيبة ويتصف بالنزاهة ولديه طاقة للعمل بحس وطني… إنني متأكد أنهم لن يقبلوا به ولن يصل إلى المسؤولين!
آن الأوان أن نتقي الله في البلد، بعد أن تابعنا كيف أن أي دولة تمكن منها الفساد قد سقطت في الهاوية، والأمثلة كثيرة من فنزويلا وغيرها.
دول لا تملك نفطاً ولا موارد استطاعت أن تبني اقتصاد متين، وعيش رخاء، موريشيوس وغيرها في غضون عقد من الزمان لأنها عزلت كل فاسد ومفسد وحاسبته وأتت بأهل الشرف من رجال دولة.
أعلم أن الصراحة والشفافية والصدق والأمانة في نقل النصيحة مؤلمة وتضايق البعض لكن كل ما هو متبع يجب أن يتغير… الله المستعان.