مقالات وبحوث

التغيير… للأفضل!

بقلم: د. تركي العازمي

نحن البلد الوحيد تقريباً الذي يستقي أفراده المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

نحن البلد الوحيد الذي يستغرب مواطنوه من استمرار المسيئين أصحاب الأسماء المستعارة في بث سمومهم وطعنهم وتشكيك بوطنية وولاء إخوانهم.

نحن البلد الوحيد (باستثناء دول فقيرة متهالكة إدارياً) الذي لا تجد للإدارة الإستراتيجية أثراً في الخطط المبنية على دراسات وحسن تقييم للأوضاع.

نحن البلد الوحيد الذي يمتلك ثروات هائلة ولا يوجد قياس للمستوى المعيشي ويعاني أفراده من أزمة سكن وتعليم ورعاية صحية وطرق متهالكة لسنوات عدة!

نحن البلد الوحيد الذي ينادي بالإصلاح ولا تجد مؤشراً شمولياً يغطي مختلف القضايا والحلول عبر رؤية وأهداف محددة زمنية وبتكلفة مقبولة مع وحدات قياس لمعرفة تحقيق الأهداف من عدمه.

نحن… ونحن… وسنظل نحن: لكن من هم «نحن» ؟ التي ذكرناها ونكررها على مر الوقت.

نحن نعني بها المواطن، النائب، الوزير، القيادي والمستشار وهؤلاء هم «نحن» المقصودة التي يفترض ومنطقياً أنها تخدم الوطن وتبني خططه لضمان الديمومة والازدهار.

فأي خلل يحدث في أحد مكونات «نحن» سيؤدي إلى استمرارنا في حال التيه الذي نعيشه.

إدارة التغيير… أين نحن منها؟

التغيير يبدأ من تغيير إدارة الذات للأفراد ونهج النائب، الوزير، القيادي والمستشار.

والتغيير يجب، أكرر يجب أن يكون للأفضل.

للوطن حق على المواطن في أن يفهم حق المواطنة والولاء ولا يسمح لنفسه بأن ينساق وراء الإشاعات أو يدخل الإحباط لنفسه.

تفاؤل الفرد والاتسام بالقيم الأخلاقية هما مدخل لإصلاح الذات وهذا يتطلب حسن اختيارنا للنواب الذين يمثلوننا وأن يكون نقدنا بناء مبنيا على أسس علمية.

أما النائب والوزير والقيادي والمستشار إذا حسن اختيارهم فسننعم بحياة أفضل إن شاء الله.

وفي مقال «ركبونا الباص…!» الذي نشر في 19 نوفمبر 2019، أشرت إلى بيتين للشاعر الأفوه الأموي:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جهاهم سادوا

تهدى الأمور بأهل الرشد ما صلح

فإن تولت فبالأشرار تنقاد

وذكرت رد الحسن البصري عندما سأله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز (الخليفة العادل): بمن أستعين على الحكم يا بصري حيث رد البصري: عليك بأهل الشرف فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة.

الزبدة:

الجهلاء السفهاء بحاجة لمن يوقفهم عند حدهم ولابد من الاستعجال في معاقبة كل فاسد ومتجاوز على المال العام.

والتغيير يبدأ مني ومنك وفي حسن اختيار من يتولى إدارة مؤسساتنا وشؤوننا.

والتغيير بكل الأحوال يجب أن يكون للأفضل ومعايير الأفضل معلومة مفهومة.

فاللهم ولِ علينا خيارنا ولا تولِ علينا أشرارنا وهيئ لولاة الأمر البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه وابعد عنهم بطانة السوء وكل من يريد بالوطن أي سوء… الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @DrTALazmi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق