مقالات وبحوث

الذكاء الصناعي وصندوقها الأسود

بقلم: م. جمال الحمود

منشغل العالم بمنتجات الذكاء الصناعي والذي أبهر الكثير منا وبدأنا استكشاف ما يمكننا أن نكتشف والقادم بدون شك سيكون أكثر دهشة، الذكاء الصناعي هو أداة رقمية ينتج منها منتجات يشعر بأهميتها من يستوعب أبعاد قدراتها في نجاحه ونجاح أعماله، لكن في وقتنا نشاهد الكثير بدون هدف حقيقي يقودهم الفضول لاستعراض قدرات هذا العالم الذكي ويجهلون بأن هذا الفضول له الفضل في تضخيم قاعدة البيانات فكل معلومة تكتب من قبل شخص ستضاف في بحر معلومات محركات البحث وكل نمط يتفاعل به مستعمل هذه التكنولوجيا الرقمية ستجعل هذه البرمجيات الذكية تفهمه وأحيانا هي التي تبرمج المستخدم، يجب أن نستوعب أنت وأنا وأنتم بأننا جميعا مصدر للمعلومة التي جعلت هذه الشركات العالمية الكبرى اليوم بحجمها المالي فقط لأنها تملك من المعلومات القدر الذي يجعلها قادرة على التحليل ومن ثم برمجه ما يريده العالم كما ويملكون الأدوات لتوجيه العالم، لتقود هذه القاعدة الضخمة من المعلومات طبقات تكنولوجية جديدة منها علم المعلومات والمعلومات الضخمة إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي وغيرها من أدوات تحول المعلومة إلى مفاهيم أكثر ذكاء واستيعابا واستغلالا.

ومهم بأن نستوعب بأن الذكاء الصناعي ما هو إلا صندوق أسود يستقبل المعلومات، وبداخله تعمل البرمجيات والمعادلات على تكامل المعلومات مع معطيات أخرى وتدمج بينها وبين الممارسات والعادات والمفاهيم والتفاعل الرقمي والأولويات وغيرها ليخرج من هذا الصندوق الأسود بصورة منتج رقمي يجعل لهذه المعلومات قيمة، عزيزي باختصار يقوم الذكاء الصناعي بمراقبة تفاعلك الرقمي مع البرامج وطبيعة المعلومة التي تبحث عنها ومن بعدها يعطيك ما تريد أن تراه ويعطيك ما تريد أن تسمع وما تريد أن تقرأ وسوف يقدم لك هذا المنتج الرقمي إحساسا بأنه يفهمك.

نأخذ نفسا عميقا،،،

أدوات التحول الرقمي بما فيها الذكاء الصناعي لها الفضل في تطوير نموذج الأعمال بمنتجات رقمية عده منها تخرج على هيئة مؤشرات أو تقارير ومنها تزرع داخل آلة لتجعل منها آلة ذكية كالرجل الآلي الذكي والذي تفوق معلوماته معلومات البشر، وسوف ندخل في عالم “إنترنت الأشياء” وعندها ستكون الآلة ذكية وسوف يخاطب كل منها الآخر ببرمجيات تصل لمستوى لا يحتاج أن يدخل الإنسان في تشغيلها، وتصوروا إحدى التجارب المخيفة لشركة رقمية كبرى أوقفت وألغت مشروعا ضخما لأن الروبوت “الرجل الآلي” بدأ يخاطب مثيله بلغة خارج برمجيات صانعيها لم يفهمها صانعوا الروبوت!

اليوم أحببت أن أشارككم مفهوما مبسط للذكاء الصناعي والأهم بأن تكون في حيطة وحذر عند استعمالك لبرامجه لأنك فعلا مصدر للمعلومه وفعليا اسلوب تفاعلك للمنتجات الرقية سيجعل البرنامج يتعرف على نمطك وسوف يتم استغلال معلوماتك والتي يستفيد منها طرف آخر يحاول أن يتفهم ما تريد ليقدمه لك، وللأسف الخوف بأن يفرض صناع التكنولوجيا عليك مفاهيم وقيم قد تكون خارجه عن إطار اخلاقياتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق