مقالات وبحوث

كُلُّ أمرٍ فيه انفراجة… إلّا!

بقلم: د. تركي العازمي

في العشر الأواخر من رمضان، بعضنا يفقه ويتدبر أموره ويستوعب دورة الحياة الزائلة مع كل آية يقرأها من القرآن الكريم، والبعض الآخر هداه الله يمر رمضان الكريم عليه دون أن يستفيد من أخطاء أقوام سبقونا.

قد تضيق حالك من أمر معين وتسود الحياة وتغلق الدروب في وجهك ولا تعلم إن كل ما حصل ويحصل لك إنما هو خير من رب عليم بصير.

لماذ تيأس من رحمة الله وكل أمر فيه انفراجة لقوله تعالى: «وكان الله على كل شيء مُقتدرا» وهذا ما وصفه الرسول، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف (يا غلام، إني أُعلّمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلّا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلّا بشيء قد كتبه الله عليك رُفِعت الأقلامُ وجفّت الصحفُ).

إننا نحاول أن نعرض ما قدّرنا الله عليه في بسط الحقائق أمام أحبتنا لعلّ الله يهدينا ويهديهم سواء السبيل.

إذاً، نفهم أنّ كلّ أمرٍ فيه انفراجة… إلّا عند ذوي القلوب الساهية اللاهية وهم المنافقون الذين وصفهم الله في قوله عز من قائل «وإذا قِيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مُصلِحون، ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون»… لا يشعرون من شدة آفة الشكوك، الشبهات، الخبث، اللؤم، الحسد، الجهل، والهوى في قلوبهم.

وفي آية آخرى يقول تعالى «لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يُبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعامِ بل هم أضلُّ أولئك هم الغافلون».

هذا لا يمنع الإنسان الصالح المصلح أن يتبع السبل السليمة، لكن عليه في نهاية المطاف أن يفهم ويدرك بيقين إن كل أمر له انفراجة بإذن الله عز وجل، أما البشر فإنما هم وسيلة / مفتاح قد كتبه الله لك وأنت لا تعلم على أي حال ستكون، لكن الثابت في الأثر أن الإنسان يجب أن يجعل ثقته بالله مقدمة في كل الأحوال.

الزبدة :

كل إنسان مؤمن مُبتلى إمّا في ماله، رزقه، ولده أو أهله وتستدعي الضرورة ونحن نقرأ القرآن من بداية أُم الكتاب (الفاتحة) حتى دعاء ختمة القرآن أن ندرك حقيقة وجودنا في هذه الحياة الزائلة.

ولن ينفعنا بعد الله عز شأنه وتيسيره إلّا المُصلِحون، أما المنفاقون وأصحاب المصالح و«خذ وهات» ومتبعو «السياسة الانتخابية» فلن يرفعوا من شأن الوطن والعباد.

اتقوا الله في وطنكم واختاروا المُصلِحين إن كنا نريد الخير للبلد والعباد، واسألوا الله البركة في المال والولد والرزق والأهل…

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @DrTALazmi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق