مقالات وبحوث
إلى أين نحن متجهون…؟
مقال اليوم يصادف الأحد المتمم لرمضان ـ 30 رمضان، أو يصادف أول أيام عيد الفطر… تقبل الله طاعتكم.
أين نتجه بعد شهر رمضان الكريم ؟
نقرأ سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم (أم الكتاب) 17 مرة في اليوم خلال الخمس صلوات المفروضة غير السنن والنوافل.
في هذه السورة نقرأ الآية «اهدنا الصراط المستقيم»، أي ارشدنا ياربنا ودلنا، وثبتنا ووفقنا… تسأل ربك أن يهديك هذا الصراط، وأن يرشدك إليه، وأن يعلمك إياه وأن يثبتك عليه.
والصراط المستقيم هو دين الله، توحيد الله والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه.
وفي آية آخرى، يقول عز من قائل «أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم».
هنا يتجلى لنا بوضوح أهمية الرؤية والتفكير الإستراتيجي الذي يتغنى به الغرب، وقد وضعه الله لنا قبل 1400 سنة، فيه أوامر المولى عز شأنه ونواهيه قد فصلت.
وقد ذكر المولى عز شأنه «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول».
في الحديث الشريف، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما أهلك الذين من قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».
وكثيرة هي الأحاديث والآيات القرآنية التي ذكر فيها ضرورة اجتناب الظن، السرقة، عدم الوفاء بالمواثيق، تولية السفهاء الأموال وتقديم الرويبضة.
نحن مع كل مجلس أمة جديد، يؤدي عضو مجلس الأمة أمام المجلس القسم الدستوري، والوزير يؤديه مرتين: أمام سمو الأمير وأمام مجلس الأمة قبل أن يتولوا أعمالهم، والقسم الدستوري، «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق».
لك أن تتخيل ما جاء في سورة الفاتحة «اهدنا الصراط المستقيم»… وآية «أفمن يمشي مكباً على وجهه (لا يرى ما بين يديه ولا ما خلفه وأمامه) أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم».
وما جاء في نص المادة الثانية من الدستور «دين الدولة الإسلام»، وكثيرة هي القوانين المتماشية مع هدي القرآن والسنة النبوية.
لا أعلم إلى أين نحن متجهون: لا رؤية ولا تخطيط إستراتيجي يرشدنا إلى إجراءات سليمة متماشية مع أوامر الله ونواهيه والقوانين والمواد الدستورية في زمن وليت المناصب لمن لا يدرك معنى الحقوق والمكتسبات، ولا يمتلك رؤية تحقق العدالة والرخاء والمساواة وتكافؤ الفرص، ناهيك عن سوء الأداء الذي نلتمس منه غياباً للأمانة والصدق.
الزبدة:
تقبل الله طاعتكم جميعاً، والله نسأل أن يهدينا وإياكم الصراط المستقيم، وأن يمنحنا اتباع أوامر الله وتجنب نواهيه، وأن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة.
الإسلام دين منحنا أدق التفاصيل وصالح لكل زمان ومكان: فإلى أين نحن متجهون يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي؟… الله المستعان.