مقالات وبحوث

منطقة تجارة حرة… متى؟

بقلم: د. تركي العازمي

أعربت الصين عن التطلع إلى توقيع الاتفاقية المهمة قريباً والخاصة بإنشاء منطقة تجارة حرة («الراي» عدد الأحد الماضي)… وهي جزء من خطة التنمية التي لم تصغ على نحو احترافي مع الأسف.

هذه الاتفاقية المهمة يجب أن تكون وفق إجراءات سليمة تخدم مصلحة الكويت وموقعها الجغرافي الذي يؤهلها لتكون منطقة حرة اقتصادية، وتربط عبر خطط سكك حديدية (المترو ـ معلق يعني لا توجد عوائق) وإنشاء بنية تحتية متكاملة… متى نصحو من غفلتنا؟

كل مشروع حيوي مهم بالإمكان تبنيه وتنفيذه، لكن يبدو لي إن داء الحسد وجوانب أخرى تحول دون تطوير الكويت من تعليم وصحة وطرق وتنفيذ مشاريع خلال مدة زمنية قصيرة وبتكلفة «معقولة»… طبعاً بلا عمولات وخلافه.

ما أود أن نبادر به كالآتي:

– تغيير النهج في التعامل مع القضايا العالقة.

– تغيير منظومة العمل لتكون مبنية على أساسيات الإدارة الإستراتيجية.

– تغيير البطانة والمستشارين.

– تبني حوكمة صارمة تقضي على الفساد بشقية الإداري والمالي.

– توفير نظام تعليمي متميز.

– توفير رعاية صحية متميزة عبر تشغيل وإدارة مستشفياتنا من قبل أفضل المراكز الطبية العالمية.

– توفير حماية للمستهلك ورفع المستوى المعيشي.

وآمال كثيرة نتطلع لها ذكرناها في مقالات كثيرة تبدأ من تغيير القناعات وتبني نهج جديد ويزج كل فاسد في السجن وتستعاد الأموال المنهوبة.

وقد ركزت على ضرورة تبني مبادرة في غاية الأهمية، وهي أن نقوم بعمل استفتاء عام لمعرفة مستوى الرضا في ما يخص الخدمات التي تقدمها الحكومة، والتي في ضوئها نستطيع أن نفهم تدني المتسوى الاستشاري وغياب الرؤية لدينا.

مشروع منطقة تجارة حرة مع الصين يعد مشروعاً حيوياً وله انعكاسات إيجابية على الدولة والمواطنين، لكنه بلا شك يحتاج ترتيبات ورجال دولة قادرين على التنفيذ، وهذا تبدأ أولى خطواته من خلال تغيير رؤية الكويت 2035، وهو من أبجديات الإدارة الإستراتيجية التي نأمل في تطبيقها.

الزبدة:

يقول كوفي أند جونز، من كلية لندن لإدارة الأعمال في بحث لهما «إن القيادي المؤثر هو من يعترف بمكامن الضعف لديه»، وهذا الاعتراف يدفع لاختيار قياديين في مجالات دقيقة لتغطية الضعف كي تكون القرارات سليمة مئة في المئة عبر حوكمة فاعلة وتواصل فعال وسلوك محايد على درجة أخلاقية عالية.

لذلك، نقول… استعينوا بأهل الشرف من أصحاب الخبرة والمعرفة والثقافة الصالحة، فثقافة الاختيار التي تسببت في تراجعنا لا بد من تغييرها وهنا يبرز دور إدارة التغيير.

والتغيير الإيجابي يتضح عبر المؤشرات العالمية ولغة الأرقام ونتائج استطلاعات متلقي الخدمة «الشعب»، فإن حدث تغيير للأحسن فهذا يعني أن اختياراتنا «صح» وإن كنا على الخُطى نفسها فلا طبنا ولا غدا الشر… الله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق